طُلب من شركة جونسون أند جونسون دفع عشرات الملايين من الدولارات لعائلة امرأة توفيت بعد استخدامها بودرة الأطفال (بودرة التلك) لعقود طويلة، حيث أصدرت محكمة أمريكية قراراً يلزم شركة جونسون أند جونسون بدفع 72 مليون دولار لعائلة امرأة توفيت بسبب مرض سرطان المبيض، يُعتقد أن استخدام جاكلين فوكس لبودرة الأطفال لمدة 35 سنة تسبب بإصابتها بسرطان المبيض قبل 3 سنوات من الآن، ولقد توفيت جاكلين في أكتوبر الماضي عن عمر يناهز 62 عاماً.
في تفاصيل حكم المحكمة بَيّن المحلفون أن الشركة ستدفع 10 ملايين دولار للعائلة بسبب الضرر المباشر الواقع عليهم من موت جاكلين بالإضافة إلى أن الشركة ستدفع أيضاً 62 مليون دولار للعائلة كنوع من العقاب الردعي، حتى تتعلم الشركة من أخطائها.
محامي العائلة علق على القرار قائلاً “إن الشركة كانت تعلم مخاطر منتجاتها منذ الثمانينات”، من جانبها ردت المتحدثة باسم الشركة قائلة “إن منتجات الشركة آمنة وإن الأدلة العلمية تثبت ذلك”.
إذن هل فعلاً بودرة الأطفال تسبب السرطان؟
تتكون بودرة الأطفال من صخور معدنية تحتوي على المغنيسيوم والسيليكون والأكسجين وفي بعض الأحيان الأسبست، لكن وكالة رويترز الإخبارية تفيد بأن المنتجات التي تباع في داخل الولايات المتحدة خالية من الأسبست منذ السبعينات.
يميل خبراء الصحة إلى رفض الإقرار بوجود علاقة بين استخدام بودرة الأطفال والإصابة بالسرطان، لكن هذا لا يعني أن هناك اجماع بين الخبراء، فبعضهم يعتقد أن هناك علاقة بين استخدام بودرة الأطفال والإصابة بالسرطان.
يعتقد بول فارو أستاذ دراسة السرطان في جامعة كامبريدج أن حكم المحكمة كان معيباً، وشَدد على أن سرطان الرحم مرض له أسباب عديدة من أهمها الخضوع لعلاج هرموني، التدخين، الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي. يضيف البروفسور فارو أن هناك علاقة ضعيفة بين استخدام بودرة الأطفال والإصابة بسرطان المبيض، وأن الدراسات الحديثة التي أشارت إلى ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان المبيض بمقدار 20% عند النساء اللواتي استعملن بودرة الأطفال هي دراسات غير دقيقة، لأن النساء اللواتي خضعن للدراسة من الصعوبة بمكان أن يتمكن من تذكر كمية البودرة التي استعملوها.
ويقول البروفسور فارو أنه على الرغم من وجود دراستين دقيقتين تشيران إلى وجود علاقة واضحة بين استخدام بودرة الأطفال والإصابة بسرطان المبيض، إلا أن دراسة ثالثة تشير إلى أن نسبة الارتفاع في احتمالية الإصابة تكاد لا تذكر، ويوضح البروفسور أن أي امرأة شابة لديها احتمال اصابة بسرطان المبيض مقداره 18 في الألف، وأن الدراسات تشير إلى زيادة هذا الاحتمال بمقدار 20% وهو ما يعني أن احتمال اصابة امرأة شابة بسرطان المبيض يصبح مقداره 22 في الألف، وهذه زيادة بسيطة جداً، خصوصاً عند مقارنتها مع احتمالية إصابة امرأة لديها عيب في المورِّث BRCA1 بسرطان المبيض والتي تساوي 400 في الألف.
على الجانب الآخر يأتي الدكتور دانيل كرامر الأستاذ في جامعة هارفارد والذي كان مستشاراً لمحامي عائلة جاكلين أثناء المحاكمة، فالدكتور كرامر نَشر العديد من الدراسات عن المخاطر المحتملة للإصابة بسرطان المبيض نتيجة استخدام بودرة الأطفال، وأولى تلك الدراسات نُشرت في سنة 1982، ولقد أشارت دراسات الدكتور كرامر إلى أن استخدام بودرة الأطفال يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المبيض بمقدار 30%.
يقول الدكتور كرامر إنه لا يمكن إجراء دراسة دقيقة على تأثيرات بودرة الأطفال، لأن الدراسة الدقيقة تتطلب أن يتم تعريض مجموعة من النساء إلى بودرة الأطفال لفترة طويلة ثم مراقبة ما الذي سيحدث لهن، وهذا بالطبع أمر غير أخلاقي.
نختم مع الدكتورة رانيت ميشوري الأستاذ المشارك لطب العائلة في جامعة جورج تاون، التي تقول إنها لا تعتقد بوجود أي دليل يربط بين بودرة الأطفال والسرطان، وهي تقدم نصيحة عامة لكل شخص متخوف من بودرة الأطفال التي لا تعتبر من ضروريات الحياة قائلة “إذا كان لديك مخاوف من بودرة الأطفال، فببساطة لا تستخدمها”.
هل فعلا بودرة الأطفال تسبب السرطانات؟
4
/
5
Oleh
Osama Khaled